رحمته صلى الله عليه وسلم بالمسلمين - أبناء عائشة رضي الله عنها
رحمته صلى الله عليه وسلم بالمسلمين
لا تكفي المجلدات الكبيرة، ولا الأسفار العظيمة للحديث عن رحمته صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين، لأن هذا يعني الحديث عن كل جزئية - صَغُرت أم كَبُرت - في حياته صلى الله عليه وسلم .. إنها لمهمة عسيرة فعلاً أن نُفرِد بابًا واحدًا لهذا الأمر في بحث مهما طال فهو محدود الصفحات، إنما نحتاج حقيقة إلى أعمار وأعمار للاطلاع على مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته المسلمة..
ولتقدير مدى عظمة رحمته بالمسلمين يكفي أن نذكر أن الذي شهد له بعِظم هذه الرحمة ليس مَنْ عاصره أو من سمع عنه فقط، بل شهد بها رب العزة تبارك وتعالى، وجعل هذه الشهادة محفوظة في كتابه العظيم: القرآن الكريم، يتذكرها المسلمون دومًا كُلَّما قرءوا الكتاب العظيم، وذلك إلى يوم الدين..قال تعالى: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" .
فانظر إلى شهادة رب العالمين له، وقد أتى بالكلمات المختلفة، والتعابير المتعددة التي تثبت رحمته صلى الله عليه وسلم ، ولو اكتفى بواحدة لكان المعنى واضحًا في أذهاننا، ولكن لترسيخ المعنى وتأكيده..
وهذه الرحمة قد بلغت درجة متناهية حتى ذكر الله عز وجل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم!
قال تعالى: "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ.." .
بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر هذا المعنى تصريحًا، وحمَّل نفسه أعباء ضخمة نتيجة هذا الأمر، وذلك عندما قال:
"مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَلْيَأْتِنِي فَأَنَا مَوْلَاهُ" .
فرحمة الرسول صلى الله عليه وسلم هنا واسعة، وواسعة جدًا، فهو يعلن بوضوح أن ما تركه المسلم من ميراث وثروة فهو لورثته، أما إن كان مَدِينًا أو له عيال، فالرسول صلى الله عليه وسلم يتحمل دَيْنه، ويتحمل تربية عياله!!
وفي هذا رحمة غير مسبوقة، ولا يماثلها أو يقترب منها رحمة في العالم.. فهو لا يصيب من خير المؤمنين، ولكن يتحمل مشاكلهم وهمومهم وتبعاتهم.. أي الناس يتحمَّل مثل هذا؟!
إنها الرحمة المتجردة تمامًا عن أي هوى، والتي ليس من ورائها نفعٌ دنيوي، ولا هدف شخصي..
لقد وهب رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته لرعاية شئون أمته، وللاهتمام بالآخرين، مع أنهم كثيرًا ما خالفوه وقاوموه، لكنه ظل محافظًا على نهجه الرحيم، وحرصه الدءوب على حمايتهم ورعايتهم..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنْ النَّارِ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا" .
هكذا كانت حياته صلى الله عليه وسلم .. وفي محاولة منا للتعرف على رحمته بالمؤمنين سنتناول هذا الموضوع الجميل من خلال خمسة فصول هي:
الفصل الأول: رحمته بالضعفاء
الفصل الثاني: رحمته بالمخطئين
الفصل الثالث: رحمته بالأمة في جانب العبادات
الفصل الرابع: رحمته بعموم الأمة
الفصل الخامس: رحمته بالمسلمين عند الموت وبعده
ولسنا ندعي أننا سنقوم بحصر كل مواقف رحمته في علاقته بالمؤمنين، فهذا - كما ذكرنا من قبلُ - يستحيل، ولكننا سنُسدِّد ونقارب، ونسأل الله عز وجلَّ التوفيق والقبول..
لا تكفي المجلدات الكبيرة، ولا الأسفار العظيمة للحديث عن رحمته صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين، لأن هذا يعني الحديث عن كل جزئية - صَغُرت أم كَبُرت - في حياته صلى الله عليه وسلم .. إنها لمهمة عسيرة فعلاً أن نُفرِد بابًا واحدًا لهذا الأمر في بحث مهما طال فهو محدود الصفحات، إنما نحتاج حقيقة إلى أعمار وأعمار للاطلاع على مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته المسلمة..
ولتقدير مدى عظمة رحمته بالمسلمين يكفي أن نذكر أن الذي شهد له بعِظم هذه الرحمة ليس مَنْ عاصره أو من سمع عنه فقط، بل شهد بها رب العزة تبارك وتعالى، وجعل هذه الشهادة محفوظة في كتابه العظيم: القرآن الكريم، يتذكرها المسلمون دومًا كُلَّما قرءوا الكتاب العظيم، وذلك إلى يوم الدين..قال تعالى: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" .
فانظر إلى شهادة رب العالمين له، وقد أتى بالكلمات المختلفة، والتعابير المتعددة التي تثبت رحمته صلى الله عليه وسلم ، ولو اكتفى بواحدة لكان المعنى واضحًا في أذهاننا، ولكن لترسيخ المعنى وتأكيده..
وهذه الرحمة قد بلغت درجة متناهية حتى ذكر الله عز وجل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم!
قال تعالى: "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ.." .
بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر هذا المعنى تصريحًا، وحمَّل نفسه أعباء ضخمة نتيجة هذا الأمر، وذلك عندما قال:
"مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَلْيَأْتِنِي فَأَنَا مَوْلَاهُ" .
فرحمة الرسول صلى الله عليه وسلم هنا واسعة، وواسعة جدًا، فهو يعلن بوضوح أن ما تركه المسلم من ميراث وثروة فهو لورثته، أما إن كان مَدِينًا أو له عيال، فالرسول صلى الله عليه وسلم يتحمل دَيْنه، ويتحمل تربية عياله!!
وفي هذا رحمة غير مسبوقة، ولا يماثلها أو يقترب منها رحمة في العالم.. فهو لا يصيب من خير المؤمنين، ولكن يتحمل مشاكلهم وهمومهم وتبعاتهم.. أي الناس يتحمَّل مثل هذا؟!
إنها الرحمة المتجردة تمامًا عن أي هوى، والتي ليس من ورائها نفعٌ دنيوي، ولا هدف شخصي..
لقد وهب رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته لرعاية شئون أمته، وللاهتمام بالآخرين، مع أنهم كثيرًا ما خالفوه وقاوموه، لكنه ظل محافظًا على نهجه الرحيم، وحرصه الدءوب على حمايتهم ورعايتهم..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنْ النَّارِ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا" .
هكذا كانت حياته صلى الله عليه وسلم .. وفي محاولة منا للتعرف على رحمته بالمؤمنين سنتناول هذا الموضوع الجميل من خلال خمسة فصول هي:
الفصل الأول: رحمته بالضعفاء
الفصل الثاني: رحمته بالمخطئين
الفصل الثالث: رحمته بالأمة في جانب العبادات
الفصل الرابع: رحمته بعموم الأمة
الفصل الخامس: رحمته بالمسلمين عند الموت وبعده
ولسنا ندعي أننا سنقوم بحصر كل مواقف رحمته في علاقته بالمؤمنين، فهذا - كما ذكرنا من قبلُ - يستحيل، ولكننا سنُسدِّد ونقارب، ونسأل الله عز وجلَّ التوفيق والقبول..